لقد رأينا أن عملية التعرف على الكلمة ليس عملية آلية ، و إنما يرتبط ارتباطا وثيقا بالعمليات العليا ، وهى النمو اللغوي و التفكير ، ومن السهل أن نرى أن مثل هذا النشاط المعقد يعتمد على كثير من إمكانات الطفل ، ومن هنا ينبغي أن نتناول القدرات و المهارات المتضمنة في تعلم القراءة في العناصر التالية :
1- الذكاء
2- الطلاقة اللغوية
3- القدرة البصرية
4- القدرة السمعية
5- المئثرات البيئية
6- العوامل الانفعالية
1- الذكاء
هناك علاقة بين الذكاء و تلعم القراءة ، وقد اتضح من بحوث عديدة ان التاخر القرائى اكثر انتشارا بين التلاميذ ذوى الذكاء المنخفض منه بين التلاميذ ذوى الذكاء المرتفع .
2- الطلاقة اللغوية
لا نستطيع أن نتوقع من الطفل أن يقرا كلمات بعيدة عن خبرته، و عندما تحقق للطفل الطلاقة اللغوية في القراءة فانه يستطيع استخدام هذه القدرة تفسير السياق و فهمه ، بحيث يستطيع من خلال زيادة ثروته اللغوية زيادة فهم ما يقرا ، وحتى يصل هذه المرحلة ينبغي أن تتآلف المادة القرائية من كلمات مستمدة من أحاديثه و قاموسه اللغوي .
3- القدرة البصرية
يقتضي تعلم القراءة القدرة على رؤية الكلمات ، ورؤية ما بها من تشابه و اختلاف ، وقد تؤدى عيوب الأبصار بالتلميذ إلى رؤية الكلمات مهزوزة ، أو على غير صورتها الحقيقة ، و قد يكون البصر سويا و لكنه لم يبلغ مستوى النضج المناسب لعملية القراءة ، أي لم يبلغ القدرة على التآزر و التنسيق بين العينين في الرؤية ، بمعنى انهما تريان الشيء و كأنهما عين واحدة . ولا يبلغ الأطفال هذا المستوى من النضج في عمر زمني واحد ، لوجود فروق بينهم في معدلات النضج ، ومن عيوب الأبصار رؤية الأشياء منعكسة ، فإذا لبصروا كلمة "در " قرءوها رد . وما لم تنتشر الرعاية و الفحص الطبي المتكرر للتلاميذ في المدرسة الابتدائية فان العيوب البصرية سوف تنتشر بينهم ومن عمل المدرس أن يلاحظ العلامات الدالة على وجود عيوب الأبصار عند التلاميذ ، حتى يمكن تصحيحها بالتدريب أو علاجها في الوقت المناسب .
4-القدرة السمعية
يستمع الطفل الى احاديث الكبار ، و يكرر ما اقى على اذنه ، فالسمع اذن بداية لتعلم اللغة و الاصوات ، و العلاقة بين الحديث و القراءة مسالة واضحة ، فان عجز الطفل على الاستماع السليم فانه سيجد علئقا بينه و بين ربط الاصوات التى يسمعها ، و بالكلمات التى يراها ، اى بما يقرا ، كما سيجد صعوبة فى تلعم الهجاء الصحيح من الكلمات ، وفى اتبع توجيهات من يقومون بتعليمه ، او فى الاستماع الى اقرانه حين يتحدثون ، وحين يقرؤن ، وفى التمييز بين عنل\اصر الصوت ، ومن ثم سيجد صعوبة فى ربط حديثه بنطق الاخرين . وكثيرا ما يترتب على الصعوبات السمعية توتر لنفعالى و ضيق و ينتج هذا التوتر و الضيق عما يتعرض له من اخطاء و سوء فهم و قد يكون الطفل سويا فى قدرته السمعية ، ولكن تنقصه الدقة فى الاصوات و التعرف على ما يتشابه و ما يختلف منها ، و هذه تحول دون نجاحه فى تلعم القراءة .
5-المؤثرات البيئية
أن الجو المنزلي الخصب يساعد على تنمية الثروة اللغوية للطفل ، ذلك لأنه في هذا الجو يستطيع أن يتحدث مع والديه اللذين يشجعانه على إشباع حب استطلاعه ، و على التجريب و الاستقصاء ، ولقد لتضح أيضا أن الأسر التي تهمل أطفالها و تسئ تغذيتهم ، و لا تسمح لهم الاستمتاع بتناول قسط من الراحة تحرمهم من توفير الفرص الكافية من النمو ، وواضح أن ما توصل إليه القارئ من قراءته إنما يكتسب في ضوء الخبرات التي يتعلمها في حياته مع الآخرين ، فالقراءة تتطلب التفاعل الاجتماعي الذي يكسب الإنسان العادي خبراته ، و يمكنه من تفسير ما يقرا .
و كل طفل حين يقرا موضوع ما يحمل معه خبراته الخاصة التي اكتسبها في البيت ، فمعنى ما يقرا يعتمد إلى حد كبير على خبرة الطفل و بقدر ما يحمل من خبرات تكون استفادته مما يقرا . فحين تتسع خبراته يكون نصيبه من الفائدة اكبر ، و حين تقل خبراته يكون نصيبه من الفائدة اقل .
و قد لتضح من الدراسات العملية أن نسبة القراء الضعفاء الذين يفدون من بيوت فقيرة اجتماعيا و اقتصاديا اكبر من تلك النسبة التي تفد من البيوت الغنية ، كما اتضح أن نسبة القراء الضعفاء الذين يولدون في اسر كبيرة العدد اكبر من نسبة أولئك الذين يولدون في اسر صغيرة العدد و الحجم ، و أن نسبة القراء الضعفاء الذين تعمل أمهاتهم اكبر من نسبة أولئك الذين تتفرغ أمهاتهم للعناية بهم ، وفى النهاية نجد أن العلاقة السعيدة مع الوالدين لها أهميتها في تنمية الميل إلى القراءة ، لان مثل هذه العلاقة تشجع الأطفال على المضى في عملية التعلم قدما كما أنها تؤدى إلى مشاركتهم ووجدانيا عندما تواجههم الصعاب .
6- العوامل الانفعالية
يمكن تاخيض العوامل الانفعالية التى تؤثر في تعلم القراءة في عاملين :
� الاتجاه نحو القراءة
� المشكلات الشخصية العامة
أ – الاتجاه نحو القراءة
إن توافر الدوافع لتعلم القراءة أمر بالغ الأهمية لان هذه العملية معقدة و بعيدة المدى تتطلب التركيز و الميل عدة سنوات قبل أن يصل الطفل فيها إلى الطلاقة . ومن المهم أن يتوافر للطفل فهم العمل و ميله إليه لان النجاح يؤدى إلى تحصين الاتجاهات و تنشيط الدافعية و هذا يساعد الطفل على القراءة.
ب- المشكلات الشخصية العامة
إن المشكلات التي تواجه الطفل لها علاقة وثيقة بالتأخر في القراءة لأنه من المعروف أن عيوب النطق التي تعرقل التقدم في القراءة وثيقة الارتباط بالمشكلات الشخصية ، وقد اكتشف أحد الباحثين أن 70 % من المتأخرين في القراءة لديهم مشكلات شخصية .