استطاعت الطفلة الباكستانية عفراء كريم رنضاوة وعمرها تسع سنوات فقط، أن تكون أصغر موظفة في العالم تعمل لدى شركة ميكروسوفت العملاقة، واستقبلها مؤسس الشركة بيل جيتس في مكتبه في مدينة سياتل الأمريكية، وأشاد بعبقريتها، وقررت شركته الاستفادة من قدراتها في تطوير البرامج، ومنحتها عقدًا رسميًا للعمل لديها.
كانت عفراء ابنة الضابط في الجيش الباكستاني قد حصلت على الكثير من الجوائز في بلادها، بعد أن اكتشف والدها قدراتها العبقرية منذ اشترى لها جهاز كمبيوتر في سنوات عمرها الأولى، وفاقت شهرتها حدود بلادها، وحصلت في عام 2005 على شهادة المحترف المعتمد من شركة مايكروسوفت.
لكن هذه الطفلة المعجزة كانت تعاني من مرض الصرع منذ سنوات، وتتلقى العلاج على أيدي الأطباء في المستشفى العسكري في ولاية لاهور الباكستانية، إلا أن نوبة صرع شديدة تسببت لها في سكتة قلبية، أقعدتها في المستشفى لأسابيع، وعرض بيل جيتس أثناء زيارته لها في مطلع هذا العام نقلها إلى مستشفيات الولايات المتحدة، واستعداده لتحمل كافة تكاليف العلاج، لكن الأطباء الباكستانيين أكدوا أن حالتها لا تتحمل السفر.
ونقلت تقارير إعلامية أن عفراء لم تكن عبقرية كمبيوتر فحسب، بل كانت تتمتع بعقلية ناضجة تفوق عمرها بمراحل، فقد صرحت في مقابلة صحفية معها، أنها تؤمن بمبدأ «أن التردد هو عدو العقل، لذلك يجب أن يتمتع الإنسان بالثقة في النفس، ولا يدع التردد يقهر عقله»، كما ذكرت التقارير أنها كانت تستعد في أيامها الأخيرة للمشاركة في مشروع خاص بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
حضر الجنازة التي أقيمت في مسجد الخالد بمدينة لاهور، رئيس وزراء ولاية البنجاب وكبار المسئولين الباكستانيين، وحشد غفير من المواطنين، ولف العلم الباكستاني نعش الفتاة العبقرية، التي رفعت اسم بلادها، التي كانت قد قدمت لها الكثير من التشجيع، حيث منحتها حكومة بلادها ميدالية ذهبية، سلمها لها رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز، علاوة على جوائز أخرى من البرلمان الباكستاني.