منذ العام الماضي بدأت كارينا ليمله الطالبة في الصف الأول الثانوي، بالتدريس في جامعة بيرباخ الألمانية لطلاب أكبر منها سنًا، ولكنهم يواظبون على الحضور لها، ويشهدون لها بالكفاءة العالية، خصوصًا وأنها قادرة على تعليمهم كيفية استخدام واحد من أكثر الأجهزة تعقيدًا في مجال التحليلات الكيميائية.
توضح كارينا أنها تحب العلوم الطبيعية منذ الصغر، وتشارك في المسابقات البحثية، التي يسبقها حضور دورات على يد كبار العلماء، وتعلمت استخدام بعض الأجهزة المتطورة للغاية، لذلك لفت نظرها أثناء زيارتها لجامعة بيرباخ، وجود جهاز ثمنه مئات الآلاف من اليورات في أحد أركان المعمل، تعلوه الأتربة مما يدل على عدم استخدامه، فبدأت بطرح الأسئلة على الأساتذة عن هذا الجهاز، فاكتشفوا فورًا أن معلوماتها دقيقة للغاية، ومتخصصة إلى أبعد حد، فعرضوا الأمر على مديرة الجامعة، والتي لم تتردد في عرض وظيفة على هذه الطالبة العبقرية، خاصة أن الأستاذ الجامعي الذي كان يقوم بشرح كيفية استخدام هذا الجهاز، كان قد ترك العمل في الجامعة، ولم يتوفر بديل له بعد.
وتشير الطالبة العبقرية في المقابلات الصحفية إلى أن سر نجاحها يكمن في احتفاظها بعلاقة زمالة مع طلابها، وأنها تتعاون معهم كفريق، وأنها لم تشعر يومًا بأنها أستاذة لهم، بل تشترك معهم في التوصل إلى أفضل الطرق لاستخدام الجهاز، وأنها تشرح لهم المصطلحات العلمية المعقدة، كما تتحدث مع زملائها في مدرستها الثانوية، مما يجعلهم يتقبلونها رغم أنها أصغر سنًا منهم.
وتشير بتواضع إلى أن فوزها بالجائزة الأولى في مسابقة أبحاث الشباب في عام 2011م، قد منحها الثقة بالنفس، لأنها كانت مضطرة دومًا للوقوف أمام جمهور كبير، لتشرح نتائج أبحاثها، لذلك لم تعد تهاب التحدث أمام مجموعة من الطلاب، أكبر منها سنًا، وينتظرون منها أن تقدم لهم من المعلومات، أكثر مما يعرفون.
وذكرت أنها تعيش حياة عادية مثل أي فتاة في سنها، فتذهب إلى المدرسة، وتلعب البيانو والتنس في وقت الفراغ، لكنها تذهب أيضًا بانتظام إلى الجامعة والمعامل للتدريس خارج وقت الدوام المدرسي، ورغم أنه لا يحق لها أن تملك رخصة قيادة، فإنه مسوح لها أن تتولى التدريس في الجامعة، بعد أن أثبتت امتلاكها للمعلومات اللازمة، وقدرتها على الشرح بطريقة جيدة، وإقبال الدارسين على التسجيل لديها.