أبو العتاهية
نـادَت بِـوَشكِ رَحيلِكَ الأَيّامُ أَفَـلَستَ تَسمَعُ أَم بِكَ اِستِصمامُ
وَمَضى أَمامَكَ مَن رَأَيتَ وَأَنتَ لِل بـاقينَ حَـتّى يَـلحَقوكَ أَمـامُ
مـا لي أَراكَ كَأَنَّ عَينَكَ لا تَرى عِـبَـراً تَـمُرُّ كَـأَنَّهُنَّ سِـهامُ
تَـأتي الـخُطوبُ وَأَنتَ مُنتَبِهٌ لَهَا فَـإِذا مَـضَت فَـكَأَنَّها أَحلامُ
قَـد وَدَّعَـتكَ مِنَ الصِبا نَزَواتُهُ فَـاِحذَر فَـما لَكَ بَعدَهُنَّ مُقامُ
عَرَضَ المَشيبُ مِنَ الشَبابِ خَليفَةً وَكِـلاهُما لَـكَ حِـليَةٌ وَنِظامُ
وَكِـلاهُما حُـجَجٌ عَلَيكَ قَوِيَّةٌ وَكِـلاهُما نِـعَمٌ عَـلَيكَ جِسامُ
أَهـلاً وَسَـهلاً بِالمَشيبِ مُؤَدَّباً وَعَـلى الـشَبابِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
وَلَـقَد غَنيتَ مِنَ الشَبابِ بِغِبطَةٍ وَلَـقَد كَـساكَ وَقارَهُ الإِسلامُ
لِـلَّهِ أَزمِـنَةٌ عَـهِدتُ رِجـالَها فـي الـنائِباتِ وَإِنَّـهُم لَـكِرامُ
أَيّـامَ أَعـطِيَةُ الأَكُـفِّ جَزيلَةٌ إِذ لا يَـضيعُ لِـذي الذِمامِ ذِمامُ
فَـلِعِبرَةٍ أُخِّـرتَ لِـلزَمَنِ الَّذي هَـلَكَ الأَرامِـلُ فـيهِ وَالأَيتامُ
زَمَـنٌ مَـكاسِبُ أَهـلِهِ مَدخولَةٌ دَخَـلاً فُـروعُ أُصـولِهِ الآثامُ
زَمَـنٌ تَـحامى المَكرُماتِ سَراتُهُ حَـتّى كَـأَنَّ الـمَكرُماتِ حَرامُ
زَمَـنٌ هَـوَت أَعلامُهُ وَتَقَطَّعَت قِـطَعاً فَـلَيسَ لِأَهـلِهِ أَعـلامُ
وَلَقَد رَأَيتُ الطاعِمينَ لِما اِشتَهَوا وَهُـمُ لِأَطـباقِ الـتُرابِ طَعامُ
مـا زُخرُفُ الدُنيا وَزِبرِجُ أَهلِها إِلّا غُــرورٌ كُـلُّـهُ وَحُـطامُ
وَلَـرُبَّ أَقـوامٍ مَضَوا لِسَبيلِهِم وَلَـتَمضِيَنَّ كَـما مَضى الأَقوامُ
وَلَـرُبَّ ذي فُـرُشٍ مُـمَهَّدَةٍ لَهُ أَمـسى عَـلَيهِ مِنَ التُرابِ رُكامُ
وَعَـجِبتُ إِذ عِلَلُ الحُتوفِ كَثيرَةٌ وَالـناسُ عَن عِلَلِ الحُتوفِ نِيامُ
الـغَيُّ مُـزدَحَمٌ عَـلَيهِ وُعورَةٌ وَالـرُشدُ سَـهلٌ ما عَلَيهِ زِحامُ
وَالـمَوتُ يَـعمَلُ وَالعُيونُ قَريرَةٌ تَـلهو وَتَـلعَبُ بِـالمُنى وَتَـنامُ
وَالـلَهُ يَـقضي في الأُمورِ بِعِلمِهِ وَالـمَرءُ يُـحمَدُ مَـرَّةً وَيُـلامُ
وَالـخَلقُ يَـقدُمُ بَعضُهُ بَعضاً يَقو دُ الـخَلفَ مِـنهُ إِلى البِلى القُدّامُ
كُـلٌّ يَـدورُ عَلى البَقاءِ مُؤَمِّلاً وَعَـلى الـفَناءِ تُـديرُهُ الأَيّـامُ
وَالـدائِمُ المَلَكوتِ رَبٌّ لَم يَزَل مَـلِكاً تَـقَطَّعُ دونَـهُ الأَوهـامُ
وَالـناسُ يَـبتَدِعونَ في أَهوائِهِم بِـدَعاً فَـقَد قَعَدوا بِهِنَّ وَقاموا
وَتَـخَيَّرَ الـشُبَهاتِ مَن لَم يَنهَهُ عَـنهُنَّ تَـسليمٌ وَلا اِسـتِسلامُ
وَمُـحَمَّدٌ لَكَ إِن سَلَكتَ سَبيلَهُ فـي كُـلِّ خَـيرٍ قـائِدٌ وَإِمـامُ
مـا كُلُّ شَيءٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ إِلّا وَقَـد جَـفَّت بِـهِ الأَقـلامُ
فَـالحَمدُ لِـلَّهِ الَّـذي هُوَ دائِمٌ أَبَـداً وَلَـيسَ لِـما سِواهُ دَوامُ
وَالـحَمدُ لِـلَّهِ الَّـذي لِـجَلالِهِ وَلِـحِـلمِهِ تَـتَصاغَرُ الأَحـلامُ
وَالـحَمدُ لِـلَّهِ الَّذي هُوَ لَم يَزَل لا تَـسـتَقِلُّ بِـعِلمِهِ الأَوهـامُ
سُـبحانَهُ مَـلِكٌ تَـعالى جَـدُّهُ وَلِـوَجهِهِ الإِجـلالُ وَالإِكـرامُ
نـادَت بِـوَشكِ رَحيلِكَ الأَيّامُ أَفَـلَستَ تَسمَعُ أَم بِكَ اِستِصمامُ
وَمَضى أَمامَكَ مَن رَأَيتَ وَأَنتَ لِل بـاقينَ حَـتّى يَـلحَقوكَ أَمـامُ
مـا لي أَراكَ كَأَنَّ عَينَكَ لا تَرى عِـبَـراً تَـمُرُّ كَـأَنَّهُنَّ سِـهامُ
تَـأتي الـخُطوبُ وَأَنتَ مُنتَبِهٌ لَهَا فَـإِذا مَـضَت فَـكَأَنَّها أَحلامُ
قَـد وَدَّعَـتكَ مِنَ الصِبا نَزَواتُهُ فَـاِحذَر فَـما لَكَ بَعدَهُنَّ مُقامُ
عَرَضَ المَشيبُ مِنَ الشَبابِ خَليفَةً وَكِـلاهُما لَـكَ حِـليَةٌ وَنِظامُ
وَكِـلاهُما حُـجَجٌ عَلَيكَ قَوِيَّةٌ وَكِـلاهُما نِـعَمٌ عَـلَيكَ جِسامُ
أَهـلاً وَسَـهلاً بِالمَشيبِ مُؤَدَّباً وَعَـلى الـشَبابِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
وَلَـقَد غَنيتَ مِنَ الشَبابِ بِغِبطَةٍ وَلَـقَد كَـساكَ وَقارَهُ الإِسلامُ
لِـلَّهِ أَزمِـنَةٌ عَـهِدتُ رِجـالَها فـي الـنائِباتِ وَإِنَّـهُم لَـكِرامُ
أَيّـامَ أَعـطِيَةُ الأَكُـفِّ جَزيلَةٌ إِذ لا يَـضيعُ لِـذي الذِمامِ ذِمامُ
فَـلِعِبرَةٍ أُخِّـرتَ لِـلزَمَنِ الَّذي هَـلَكَ الأَرامِـلُ فـيهِ وَالأَيتامُ
زَمَـنٌ مَـكاسِبُ أَهـلِهِ مَدخولَةٌ دَخَـلاً فُـروعُ أُصـولِهِ الآثامُ
زَمَـنٌ تَـحامى المَكرُماتِ سَراتُهُ حَـتّى كَـأَنَّ الـمَكرُماتِ حَرامُ
زَمَـنٌ هَـوَت أَعلامُهُ وَتَقَطَّعَت قِـطَعاً فَـلَيسَ لِأَهـلِهِ أَعـلامُ
وَلَقَد رَأَيتُ الطاعِمينَ لِما اِشتَهَوا وَهُـمُ لِأَطـباقِ الـتُرابِ طَعامُ
مـا زُخرُفُ الدُنيا وَزِبرِجُ أَهلِها إِلّا غُــرورٌ كُـلُّـهُ وَحُـطامُ
وَلَـرُبَّ أَقـوامٍ مَضَوا لِسَبيلِهِم وَلَـتَمضِيَنَّ كَـما مَضى الأَقوامُ
وَلَـرُبَّ ذي فُـرُشٍ مُـمَهَّدَةٍ لَهُ أَمـسى عَـلَيهِ مِنَ التُرابِ رُكامُ
وَعَـجِبتُ إِذ عِلَلُ الحُتوفِ كَثيرَةٌ وَالـناسُ عَن عِلَلِ الحُتوفِ نِيامُ
الـغَيُّ مُـزدَحَمٌ عَـلَيهِ وُعورَةٌ وَالـرُشدُ سَـهلٌ ما عَلَيهِ زِحامُ
وَالـمَوتُ يَـعمَلُ وَالعُيونُ قَريرَةٌ تَـلهو وَتَـلعَبُ بِـالمُنى وَتَـنامُ
وَالـلَهُ يَـقضي في الأُمورِ بِعِلمِهِ وَالـمَرءُ يُـحمَدُ مَـرَّةً وَيُـلامُ
وَالـخَلقُ يَـقدُمُ بَعضُهُ بَعضاً يَقو دُ الـخَلفَ مِـنهُ إِلى البِلى القُدّامُ
كُـلٌّ يَـدورُ عَلى البَقاءِ مُؤَمِّلاً وَعَـلى الـفَناءِ تُـديرُهُ الأَيّـامُ
وَالـدائِمُ المَلَكوتِ رَبٌّ لَم يَزَل مَـلِكاً تَـقَطَّعُ دونَـهُ الأَوهـامُ
وَالـناسُ يَـبتَدِعونَ في أَهوائِهِم بِـدَعاً فَـقَد قَعَدوا بِهِنَّ وَقاموا
وَتَـخَيَّرَ الـشُبَهاتِ مَن لَم يَنهَهُ عَـنهُنَّ تَـسليمٌ وَلا اِسـتِسلامُ
وَمُـحَمَّدٌ لَكَ إِن سَلَكتَ سَبيلَهُ فـي كُـلِّ خَـيرٍ قـائِدٌ وَإِمـامُ
مـا كُلُّ شَيءٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ إِلّا وَقَـد جَـفَّت بِـهِ الأَقـلامُ
فَـالحَمدُ لِـلَّهِ الَّـذي هُوَ دائِمٌ أَبَـداً وَلَـيسَ لِـما سِواهُ دَوامُ
وَالـحَمدُ لِـلَّهِ الَّـذي لِـجَلالِهِ وَلِـحِـلمِهِ تَـتَصاغَرُ الأَحـلامُ
وَالـحَمدُ لِـلَّهِ الَّذي هُوَ لَم يَزَل لا تَـسـتَقِلُّ بِـعِلمِهِ الأَوهـامُ
سُـبحانَهُ مَـلِكٌ تَـعالى جَـدُّهُ وَلِـوَجهِهِ الإِجـلالُ وَالإِكـرامُ