بعد انتشار ظاهرة زيادة الوزن بين الأطفال والشباب في الولايات المتحدة، وما يصاحبها من أمراض السمنة في أعمار مبكرة، قامت الحكومة الأمريكية بمبادرة لتغيير الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية كبيرة إلى وجبات أكثر فائدة للجسم، وأفضل للصحة، لكن أعضاء الكونجرس الأمريكي رأوا أن هذه المبادرة «تكلف خزانة الدولة مبالغ باهظة».
كانت البداية هي مراقبة مايقدمه المقصف المدرسي في المدارس في مختلف الولايات الأمريكية، وتبين أن الاختيار يكون بين أطعمة بعضها أسوأ من بعض، فهي بيتزا أو هامبورجر أو بطاطس محمرة في الزيت، فأعلنت وزارة الزراعة الأمريكية أنها تريد تغييرها إلى فواكه وخضراوات طازجة وغيرها من الأطعمة المفيدة للجسم.
وتوصلت الدراسات الحكومية الأمريكية إلى ضرورة التقليل من كميات الأطعمة المليئة بالنشويات، أو على الأقل عدم إضافة المواد الدهنية إليها، وضربت على ذلك مثالا بالبطاطس، التي تزيد نسبة السعرات الحرارية فيها بمعدل 300 في المائة، عند تقديمها محمرة في الزيت، بدلا من البطاطس المسلوقة في الماء.
وتظهر خطورة هذا السلوك غير المسؤول في التغذية، في نتائج الدراسة التي أعدتها جامعة نورث كارولينا في عام 2006، والتي توصلت إلى أن الزيادة اليومية في السعرات الحرارية، التي يحصل عليها الأطفال الأمريكيون تبلغ 179 كيلو سعرة حرارية مقارنة مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
ورغم وجود إجماع شعبي على تأييد هذه المبادرة، وقيام مجموعة من الجنرالات والقادة العسكريين السابقين بإرسال خطاب إلى الكونجرس الأمريكي، لتشجيعه على تمويل هذه المبادرة، والتي لا تزيد عن 14 سنتا في الوجبة الواحدة، إلا أن لوبي اتحاد صناعة البيتزا المجمدة، وصناعات البطاطس، تمكنوا من إقناع أعضاء الكونجرس بأن هذه المبادرة الصحية، سوف تكلف خزانة الدولة مليارات الدولارات، بسبب ارتفاع أسعار الخضراوات الطازجة.
وتشير صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن حسابات وزارة الزراعة الأمريكية، توصلت إلى أن هذه الزيادة البالغة 14 سنتًا في الوجبة، تعني أن مجموع التكاليف الإضافية في خلال خمس سنوات، لن تزيد على 6.8 مليار دولار أمريكي.