التدريس التبادلي
يقصــد بالتدريس التبادلي Reciprocal Teaching
نشاط تعليمي يأخــذ شكل حوار بين المعلمين والطـــلاب فيمايخص نصاً قرائياً معيناً. وفي هذا النشاط يلعب كل منهم (المعلمون والطلاب) دوره علىافتراض قيادة المعلم للمناقشة
استراتيجيات التدريس التبادلي
التدريس التبادلي يأخذشكل استراتيجيـات يوظفها المعلم في شكل متتال تسلم كل منها للأخرى هذهالاستراتيجيات أربع، هي : التلخيص / توليد الأسئلة / الاستيضاح / التنبؤ.
وفيما يلي عرض لكل منها :
ــ التنبؤ : Predicting :
يقصد به تخمين تربوي يعبر به الطالب عن توقعاته لما يمكن أنيكون تحت هذا العنوان من أفكار أو ما يمكن أن يعالجه الكاتب منقضايا.
ــالتلخيص Summarizing :
ويقصد به قيام الطالب بإعادة صياغة ما درسه موجزاً إياهوبلغته الخاصة. وهذا يدربه على تمثل المادة ، والتمكن من اختيار أهم ما ورد بها منأفكار، وتحقيق التكامل بينها وبين ما سبق من أفكار.
ــتوليد الأسئلة Generating Questions :
ويقصد به قيام الطالب بطرح عدد من الأسئلة التي يشتقها منالنص المتلقي. ومن أجل ذلك يلزم الطلاب أن يحددوا أولاً نوع المعلومات التي يودونالحصول عليها من النص حتى تطرح الأسئلة حولها.
مما يعني تنمية قدراتهمعلى التمييز بين ما هو أساسي يسأل عنه وما هو ثانوي لا يؤثر كثيراً في تلقي النص. وطرح الأسئلة ليس مسألة سهلة ، إن طرح سؤال جيد يعني فهماً جيداًللمادة
وتدعم هذه الخطـوة سابقتها التلخيص. وتأخذ بيد الطالب خطوةللأمام نحو فهم النص. وتوليد الأسئلة هنا عملية مرنة ترتبط بالهدف الذي يتوخاهالمعلم أو المنهج والمهارات المطلوب تنميتها.
ــ التوضيح : Clarification :
ويقصد به توضيح كلمات صعبة أو مفاهيم مجردة يصعب إدراكها منالطلاب. وفي هذه العملية يحاول الطلاب الوقوف على أسباب صعوبة فهم النص كأن تكون بهكلمات صعبة أو جديدة، أو مفاهيم مجردة كما قلنا أو معادلات، أو معلومات ناقصة... وغيرها.. وعملية الاستيضاح تساعد بلاشك هذا الصنف من الطلاب ممن لا يتجاوز قراءةالسطور أو مجرد فك الخط كما نقول.
خطوات التدريس
· خلال المرحلة الأولى للاتصال بالنص يتولى المعلم مسؤوليةتقديم سؤال بذكر العنوان ويطلب من الطلاب التنبؤ بما يمكن أن يكون تحت هذا العنوانمن أفكار أو ما يمكن أن يعالجه الكاتب من قضايا.
· يقوم أحد الطلاب بالتنبؤ من خلال عنوان النص. فإذا لم يستطعأحد ذلك قام المعلم بقراءة الجملة الأولى من النص سائلاً طالباً آخر أن يتنبأ بمافيه...
· قد يتنبأ طالب آخر بشيء.. وعندها يكلف المعلم طالباً آخر أن يستوثق من تنبؤ زميله والتأكد من أن الأفكار التيطرحها موجودة في النص.
· بعد ذلكيسلم المعلم زمام المناقشة لطالب آخر يثق في قدرته على إدارة الحوار. فيتولى الطالبطرح سؤال يطلب منه التنبؤ بما ورد في الفقرات التالية.
· يقوم طالب آخر بتلخيص ما وصل إليهالطلاب
· يتبادل الطلاب والمعلم الأدوار. ويقرأ المعلم فقرة، يقوم طالب بالتنبؤ بالأفكار الأساسية والثانوية، يطرح طالبسؤالاً عن فكرة غامضة أو كلمة صعبة أو غير ذلك مستخدماً في ذلك استراتيجية التوضيح،يقوم آخر بتلخيص الفقرات... وهكذا حتى ينتهي النص.
· يبدأ المعلم في الانسحاب من الموقف عندما يطمئن إلى قدرةالطالب على توظيف الاستراتيجيات الأربع، وأن النص في طريقه لأن يفهمه الطلاب
مزايا التدريسالتبادلي
1- سهولة تطبيقه في الصفوف الدراسية في معظمالمواد.
2- تنمية القدرة على الحوار والمناقشة.
3- إمكانيةاستخدامه في ا لصفوف الدراسية ذات الأعداد الكبيرة.
4- زيادة تحصيلالطلاب في كافة المواد الدراسية.
5- تنمية القدرة على الفهم القرائي خاصةلدى الطلاب ذوي القدرة المنخفضة في الفهم القرائي والمبتدئين في تعلمالقراءة.
6- اتفاقه مع وجهة النظر المعاصرة للقراءة باعتبارهانشاط يتفاعل فيه القارئ مع النص.
7- تشجيع مشاركة الطلاب الخجولين في أنشطةالتدريس التبادلي الأربع سالفة الذكر حيث تزيد ثقة الطالببنفسه0
كيف يقيم المعلمأداء الطلاب في التدريس التبادلي:
· عن طريق الاستماع للطلاب خلال الحوارتكون هناك إشارات ذات قيمة تعكس ما إذا كان الطلاب قد تعلموا الاستراتيجياتالأربعة،وفي كل الأحوال فإنه يجب على الطلاب أن يكتبوا الأسئلة ومحاولات التلخيصمما يتيح للمعلم أو الطلاب الآخرين أن يراجعوها.
· يجيب أفراد كل مجموعة على اختبار قصيريقيس فهمهم للنص يعقب ذلك مناقشة صفية لإجابات الطلاب على أسئلةالاختبار.تدريب على الاسترايتجية
التدريسالتبادلي مفهومه ، أسسه ، إجراءاته ، أدوار المعلم والمتعلم فيه
إنالسبيل لتحسين مستوى الطلاب في عملية التعلم : هو تنمية قدرتهم على استخلاصاستراتيجيات مناسبة للتعلم ، وكيفية تنشيط المعرفة السابقة وتوظيفها في مواقفالتعلم الحالية ، وتركيز الانتباه على النقاط والعناصر البارزة في المحتوى ،وممارسة أساليب التقويم الناقد للأفكار والمعاني ، ومراقبة النشاطات الذهنيةواللغوية المستخدمة للتحقق من مدى بلوغ الفهم.وهذه العمليات وغيرها هي جوهرالحديث عن : التدريس التبادلي باستراتيجياته الفرعية كما سيتضح من مفهومه :
1- مفهوم التدريس التبادلي التدريس التبادلي : عبارة عن أنشطة تعليميةتأتي على هيئة حوار بين المعلم والطلاب ، أو بين الطلاب بعضهم البعض ، بحيثيتبادلون الأدوار طبقًا للاستراتيجيات الفرعية المُتضمنة ( التنبؤ – والتساؤل – والتوضيح – والتصور الذهني – والتلخيص ) بهدف فهم المادة المقروءة ، والتحكم في هذاالفهم عن طريق مراقبته وضبط عملياته .
( Palincsar A. , 1986 )وتصلح هذهالاستراتيجية للاستخدام في أي فرع من فروع المعرفة وبخاصة القراءة .ويمكن وصفهذه الاستراتيجيات كما أوردها ( Brown, A, Campione, 1992 ) كما يلي :
أ- التنبؤ Predicting : تتطلب هذه الاستراتيجية من القارئ أن يضع فروضًا أو يصوغتوقعاتٍ عما سيناقشه المؤلف في الخطوة التالية من النص ، الأمر الذي يوفر هدفًاأمام القارئ، ويضمن التركيز في أثناء القراءة ؛ لمحاولة تأكيد أو دحض هذه التوقعات، كما أنه يتيح فرصًا أمام القارئ لربط المعلومات الجديدة التي سيحصل عليها من النصمع تلك التي يمتلكها فعلاً ، بالإضافة إلى ما يؤدي إليه ذلك من تمكين القارئ منعملية استخدام تنظيم النص عندما يتعلم ويدرك أن العناوين الرئيسة والفرعية والأسئلةالمتضمنة في النص تعد وسائل مفيدة لتوقع ما يدور حوله المحتوى في كل جزء من أجزاءالنص المقروء. أي أنها تهتم بصنع توقعات أو افتراضات عن المقروء قبل القراءةالفعلية ، وهذا يعمل على ربط الخبرات السابقة بما سيتناوله الموضوع ، مما ييسر فهمهمن ناحية ، ومن ناحية أخرى فهو يهيئ الذهن لعملية نقد المقروء من خلال استدعاء بعضالمعلومات التي قد تكون معاني كلمات أو حقائق أو مفاهيم مما يحتاجه القارئ لتقييمالمادة المقروءة وإصدار حكم بشأنها ، وأيضا الكشف عن أساليب الدعاية في ضوء ما تحثعليه الألفاظ المستخدمة سواء في التحفيز على عمل ما أم التحذير من عمل آخر .ويمكن للمعلم أن يساعد طلابه على أن يتوقعوا ما ستتناوله قطعة قرائية ما منخلال المساعدات التالية :
◘ قراءة العنوان الأصلي والعناوين الفرعية .
◘ الاستعانة بالصور ( إن وجدت ) .
◘ الاستعانة بالأسئلة التي يضمِّنها الكاتب متنالنص .
◘ قراءة بعض الجمل في الفقرة الأولى .
◘ قراءة السطر الأول من كل فقرةفي النص .
◘ قراءة الجملة الأخيرة من الفقرة الأخيرة .
◘ ملاحظة الأسماء ،والجداول ، والتواريخ ، والأعداد . ويجب على المعلم أن يوضح للقارئ : أنه يمكنهالاكتفاء بواحدة فقط من هذه المساعدات وفق مستواه القرائي .
ب- التلخيص Summarizing: هذه الاستراتيجية تتيح الفرصة أمام القارئ لتحديد الأفكار الرئيسة فيالنص المقروء ، وأيضًا لإحداث تكامل بين المعلومات المهمة في النص ، من خلال تنظيموإدراك العلاقات بينها .وتشير هذه الاستراتيجية إلى العملية التي يتم فيهااختصار شكل المقروء ، وإعادة إنتاجه في صورة أخرى من خلال مجموعة من الإجراءاتتُبقي على أساسياته وجوهره من الأفكار الرئيسة للنقاط الأساسية ، مما يسهم في تنميةمهارة القارئ في التركيز على المعلومات المهمة من الحقائق والأدلة ، وأيضًا تعرفغير المهم من خلال استبعاده .وعلى المعلم أن يبين لطلابه أن القارئ يمكنه تلخيصالمقروء بشكل جيد من خلال :
◘ التأكيد على استخدام كلمات الطلاب الخاصة ، وليسالاقتباسات من أجل تعزيز فهم المقروء .
◘ تحديد الفترة الزمنية للتلخيص ، سواءأكانت كتابية أم شفهية ؛ للتأكد من أن الطلاب قد حكموا على الأهمية النسبية للأفكار .
◘ ترك الطلاب يُناقشون مُلخصاتهم ، وخاصة وضع معايير لقبول أو استبعادالمعلومات .
( دونالد أورليخ ، وآخرون ، 2003 ، 503 ) .
◘ حذف المعلومات غيرالضرورية .
◘ حذف المعلومات المكررة .
◘ الاهتمام بأدوات استفهام مثل ( من ،ماذا ، متى ، أين ، لماذا ، وكيف )
◘ التركيز على مصطلحات العناوين أو المصطلحاتالمهمة أو الأفعال .كما يمكن للمعلم أن يرسم الجدول التالي على السبورة أمامالطلاب :
ماذا سألخص ؟ بماذا يبدأ التلخيص؟ ما المضمون الأساسي ؟ بماذاينتهي التلخيص؟
ثم يطلب منهم أن يفكروا بصوت مرتفع ، عما ينبغياتباعه لملء الجدول الموضح .ثم يكتب جملة التلخيص (عندما ينتهي من ملء الجدول ) مستخدمًا المعلومات الموجودة في كل عمود من الجدول .ثم يرشدهم لكي يسألواأنفسهم الأسئلة التالية – بصوت مرتفع- بعد كتابة الملخص :
• هل هناك معلومةمهمة غير متضمنة بالملخص ؟
•ما الخطوات التي اتبعت ؟ وما الطرق الصعبة التيتوصلوا إليها ؟ وما المشاكل التي طرأت عليهم ؟ وما النتيجة النهائية ؟
• هلالمعلومات في ترتيبها الصحيح كما عبر عنها الكاتب ؟
• هل سُجلت المعلومات التياعتقد الكاتب أنها أكثر أهمية من غيرها ؟ وعلى المعلم أن يكون على وعي تام بأنمهارة التلخيص ليست بالعمل السهل ، بل هي استراتيجية صعبة بالنسبة للطلاب ، وعليهإعادة النمذجة مرة تلو الأخرى ؛ للتأكد من تمكن الطلاب منها.
ج - التساؤل Questioning: عندما يولِّد القارئ أسئلة حول ما يقرأ ، فإنه بذلك يحدد درجة أهميةالمعلومات المتضمنة بالنص المقروء ، وصلاحيتها أن تكون محور تساؤلات ، كما أنهيكتسب مهارات صياغة الأسئلة ذات المستويات المرتفعة من التفكير .وهنا يجب علىالمعلم أن يساعد طلابه على توليد مجموعة من الأسئلة الجيدة حول أهم الأفكار الواردةفي القطعة ، ثم محاولة الإجابة عنها ، مما يساعد القارئ على تحليل المادة المقروءة، وتنمية مهارته في الموازنة بين المعلومات المهمة وغير المهمة .وعليه كذلك أنيوضح لطلابه أن هناك مجموعة من أدوات الاستفهام تستخدم في صوغ أسئلة حول المعلوماتالسطحية الظاهرة في النص ، ومنها ( من ؟ / ماذا ؟ / أين ؟ / متى ؟ ) وأن هناك أدواتأخرى لصوغ أسئلة حول العلاقات بين المعلومات أو المعاني الكامنة ، ومنها ( لماذا ؟ / كيف ؟ / هل يجب ؟ / هل سوف؟ / هل كان ؟ / فيم يتشابه أو يختلف ؟ ) .ثم بعدذلك يصوغ المعلم بعضًا من الأسئلة حول الفقرة المعروضة ، ثم يلفت نظر طلابه للتفكيربصوت مرتفع وتوضيح كيفية انتقاء المعلومات ( متون الأسئلة ) وكيفية صياغتها بشكلجيد ، وكذا ما يتبع للإجابة عنها .
د- التصور الذهني Visualization : يقومالقارئ بالتعبير عن انطباعاته الذهنية حول المحتوى المقروء من خلال رسم الصورةالذهنية التي انعكست في مخيلته عما قرأ ، مما يساعده على الفهم الجيد للمعاني التيتعبر عنها الألفاظ المستخدمة في النص المقروء .وهنا يجب أن يبين المعلم لطلابهأنه عندما يقرأ الإنسان حول موضوع معين ، فثمة تصور ذهني تحضره الكلمات والتعبيراتالمختلفة إلى عقله ، فقد يرى أشياء أو يسمع أصواتًا تبعثها الكلمات وتعكسها الأحداث، والاستراتيجية تشير إلى الإجراءات التي تساعد القارئ أن يتوقف أمام هذه الحالةالوسيطة بين استثارة الألفاظ واستجابات المعنى ليرسم صورة عن انطباعه عما قرأ ، ممايساعده في فهمه ، ومن أجل النقد فإن هذه الاستراتيجية تنمي مهارة القارئ في التوصلإلى الأغراض غير المعلن عنها تصريحًا فيما يقرأ ، أو التي لا تكفي التلميحات فيتوضيحها .
هـ- التوضيح Clarifying: عند ما ينشغل القارئ في توضيح النص ، منخلال تحديد نقاط الصعوبة فيه سواء من المصطلحات أم المفاهيم أم التعبيرات ، فإن هذاالإجراء يوجهه إلى الاستراتيجية البديلة للتغلب على هذه الصعوبات إما بإعادةالقراءة أو الاستمرار أو طلب المساعدة . أي أن المقصود بهذه الاستراتيجية : الإجراءات التي تتبع لتحديد ما قد يمثل عائقًا في فهم المعلومات المتضمنة بالمقروءسواء كلمات أم مفاهيم أم تعبيرات أم أفكار ، مما يساعد القارئ على اكتشاف قدرةالكاتب على استخدام الألفاظ والأساليب في التعبير عن المعاني ، والاستعانة بمساعداتمن داخل القطعة أو خارجها للتغلب على هذه الصعوبات من مثل :
◘ نطق الكلماتجهريًا لاستدعاء مرادفات من الذاكرة .
◘ الاستعانة بالسياق لتوضيح المعنى .
◘ تحديد نوع الجمل والعبارات أهي خبرية أم استفهامية .
◘ الاستعانة بعلاماتالترقيم لتوضيح العلاقات بين الكلمات والجمل .
◘ استخدام المعجم للكشف عنالمعاني . ويمكن للمعلم تحقيق ذلك بتوجيه الطلاب إلى وضع خط تحت الكلمات أوالمفاهيم أو التعبيرات التي قد تكون غير مألوفة أو تمثل صعوبة في الفهم ، أومطالبته الطلاب بتطبيق الإجراءات الموضحة أو بعضًا منها بغرض التوضيح ، والتفكيربصوت مرتفع حول كيفية تحديد عوائق الفهم ، وكيفية استخدام إجراءات التوضيح .
2- أسس التدريس التبادلي :يوضح ( Jeffrey, M, 2000, 92 ) أن هناكأسسًا للتدريس التبادلي ينبغي التأكيد عليها ، وأهمها : أ- أن اكتسابالاستراتيجيات الفرعية المتضمنة في التدريس التبادلي مسئولية مشتركة بين المعلموالطلاب .ب- بالرغم من تحمل المعلم المسؤولية المبدئية للتعليم ونمذجةالاستراتيجيات الفرعية فإن المسئولية يجب أن تنتقل تدريجيًا إلى الطلاب .ت- يتوقع أن يشترك جميع الطلاب في الأنشطة المتضمنة ، وعلى المعلم التأكد من ذلك ،وتقديم الدعم والتغذية الرجعة ، أو تكييف التكليفات وتعديلها في ضوء مستوى كل طالبعلى حدة .ث- ينبغي أن يتذكر الطلاب باستمرار أن الاستراتيجيات المتضمنة وسائطمُفيدة تساعدهم على تطوير فهمهم لما يقرءون ، وبتكرار محاولات بناء معنى للمقروءيتوصل الطلاب إلى التحقق من أن القراءة ليست القدرة على فك رموز الكلمات فقط ،وإنما فهمها وتمييزها والحكم عليها أيضًا .ولعل الأسس السابقة لمفهوم التدريسالتبادلي واستراتيجياته الفرعية المتضمنة به يقدم دعمًا نظريًا حول شموليته ،وتعبيره الحقيقي عن التفاعل الإيجابي في عملية القراءة ، مما يضمن نشاط القارئوفعاليته في التعامل مع النص المقروء ، ومن ثمّ ملاءمته لفهم المقروء.
" أي أنهذه الاستراتيجية تتكون من عناصر عديدة : المناقشات والاستقصاءات والتفكير وما وراءالتفكير " ( دونالد أورليخ ، وآخرون ، 2003 ، 503 ) .
3- الإجراءاتالتفصيلية لتطبيق التدريس التبادلي باستراتيجياته المختلفة : يتفق كل من : ( Kahre et Al, 1999 ) ، ( Raymond, 1999 ) على الإجراءات التفصيلية التالية لتطبيقالتدريس التبادلي باستراتيجياته المختلفة :أ- في المرحلة الأولى من الدرس يقودالمعلم الحوار ، مُطبقًا الاستراتيجيات الفرعية على فقرة قرائية من نص ما .ب- خلال النمذجة يعرض المعلم على الطلاب كيفية استخدام الاستراتيجيات ، من خلالالتفكير بصوت مُرتفع ؛ لتوضيح العمليات العقلية التي استخدمها في كل منها على حدة ،مع توضيح المقصود بكل نشاط ، والتأكيد على أن هذه الأنشطة يمكن أن تتم في أي ترتيب .ت- توزيع بطاقات المهمات المتضمنة في الاستراتيجيات الفرعية على الطلاب فيأثناء جلوسهم في الوضع المعتاد .ث- بدء مرحلة التدريبات الموجهة ، حيث يقومالطلاب بالقراءة الصامتة لفقرة من النص ، على أن يتبادلوا بعدها الحوار بشكل جماعيطبقا لبطاقات المهمات التي مع كل منهم .ج- مُراجعة المهمات المتضمنةبالاستراتيجيات الفرعية ، من خلال طرح الأسئلة التالية :
☻ التوضـــيح : هل توجدكلمات في الفقرة ليست مفهومة بالنسبة لك ؟
☻ التصور الذهني : ما الصورة التي أتتإلى عقلك عندما قرأت هذه الفقرة أو
سمعتها تقرأ عليك ؟
☻التســــاؤل : صغأسئلة بنفس جودة أسئلة المعلم على الفقرة المقروءة .
☻ التلخــــيص : ما الفكرةالأساسية لهذه الفقرة ؟
☻ التنبـــــؤ : ماذا تتوقع حول الفقرة التالية من النص؟ ح- تقسيم الطلاب إلى مجموعات غير متجانسة في مستويات التحصيل ، بحيث تضم كلمجموعة ستة طلاب ، طبقًا للاستراتيجيات الفرعية المتضمنة .خ- تعيين قائد لكلمجموعة ( يقوم بدور المعلم في إدارة الحوار ) مع مراعاة أن يتبادل دوره مع غيره منأفراد المجموعة بعد كل حوار جزئي حول فقرة من فقرات المقروء .د- توزيع نسخة منالنص على كل طالب في المجموعة المختلفة ، محدَّدًا بها نقاط التوقف بعد كل فقرة .ذ- تخصيص وقت مناسب للقراءة الصامتة ؛ لقراءة كل فقرة طبقًا لطولها ودرجةصعوبتها.ر- بدء الحوار التبادلي داخل المجموعات بأن يدير القائد/ المعلمالحوار ، ويقوم كل فرد داخل كل مجموعة بعرض مهمته لباقي أفراد المجموعة ، ويجيب عناستفساراتهم حول ما قام به .ز- توزيع أوراق التقويم ، التي تضم أسئلة علىالقطعة كاملة ، بعد الانتهاء من الحوارات حولها ، ومراجعة المعلم عمليات التفكيرالتي تمت ؛ للتأكد من مساعدتها على فهم المقروء.س- تكليف فرد واحد من كلمجموعة بالبدء في استعراض الإجابة عن أسئلة التقويم ، مع توضيح الخطوات التياتبعتها المجموعة ، والعمليات العقلية التي استخدمها كل منهم لأداء مهمته المحددة .
4- النقاط الأساسية التي ينبغي التأكيد عليها خلال عمليات التدريسالتبادلي :يوضح Jeffrey, 2000, 92 ) ) أن هناك بعض النقاط الأساسية التي ينبغيالتأكيد عليها خلال عمليات التدريس التبادلي ، وهي :أ - أن اكتسابالاستراتيجيات الفرعية المتضمنة في التدريس التبادلي مسئولية مشتركة
بين المعلموالطلاب . ب - بالرغم من تحمل المعلم المسئولية المبدئية للتعليم ونمذجةالاستراتيجيات الفرعية ، فإن المسئولية يجب أن تنتقل تدريجيًا إلى الطلاب .جـ - يتوقع أن يشترك جميع الطلاب في الأنشطة المتضمنة ، وعلى المعلم التأكد من ذلكوتقديم الدعم والتغذية الرجعة ، أو تكييف التكليفات وتعديلها في ضوء مستوى كل طالب .د - ينبغي أن يتذكر الطلاب باستمرار أن الاستراتيجيات المتضمنة وسائط مفيدةتساعدهم على تطوير فهمهم لما يقرءون ، وبتكرار محاولات بناء معنى للمقروء ، يتوصلالطلاب إلى التحقق من أن القراءة ليست فقط القدرة على فك شفرة الكلمات بل أيضافهممها وتمييزها والحكم عليها .
5- كيف يقيم المعلم أداء التلاميذ القرائيفي التدريس التبادلي ؟
عن طريق الاستماع للتلاميذ خلال الحوار تكون هناك إشاراتذات قيمة تعكس ما إذا كان الطلاب قد تعلموا الاستراتيجيات الخمس ، أو ما إذا كانتهذه الاستراتيجيات لم تساعدهم ، وفي كل الأحوال فإنه يجب على التلاميذ أن يكتبواالأسئلة ، ومحاولات التلخيص مما يتيح للمعلم أو الطلاب الآخرين أن يراجعوها .
6- ماذا يحتاج المعلم لاستخدام الطريقة ؟
المعلمون الذين يرغبون فياستخدام طريقة التدريس التبادلي يجب أن تكون لديهم ملخصات مزودة بمنظمات تخطيطيةيتم ملؤها بنتائج تطبيق استراتيجيات التساؤل والتلخيص والتوضيح والتنبؤ والتصورالذهني ، كما يلزمهم بعض التفكير حول النص لرصد الأهداف التعليمية خلال مرحلةالتعلم ، كما أن مستوى قدرات الطلاب يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند اختيار القطعالقرائية ، ويمكنهم الاستعانة بالجرائد اليومية كمؤشرات مهمة لانتقال التلاميذ إلىفئات ومعدلات قرائية أخرى .نشاط :
- تقوم كل مجموعة بإعداد خطة درسية توظففيها أسلوب التدريس التبادلي .
- يتم عرض إنتاج المجموعات ومناقشته .