خبيرة قضايا الأمن والسلامة، ورئيسة تحرير مجلة (يورو سيكيورتي): التوفير في مواد إنشاءات المباني المدرسية تكون
الدكتورة كلاوديا مروتسك Claudia Mrozek، هي خبيرة في قضايا الأمن والسلامة، ورئيسة تحرير مجلة (يورو سيكيورتي Euro Security)، وتصدر باللغة الألمانية، وهي واحدة من ثلاث مجلات رائدة في هذا المجال في بلادها وتصدر نسخة دولية من المجلة باللغة الإنجليزية إضافة إلى طبعة خاصة بالشرق الأوسط باسم (ميدل إيست سيكيورتي MES Security).
وتصف مجلتها بأنها تخاطب من يقدمون الاستشارات، ويضعون الخطط، ومنتجي تقنيات الأمن والسلامة في جميع المجالات، الصناعية والتجارية والمطارات، والمباني، ومنها المدارس، كما توفر المعلومات، وتقدم الحلول والتطبيقات في مجالات الوقاية من الحريق، وشبكات الفيديو، وأجهزة الإنذار من جميع المخاطر. ونحن هنا نستعرض معها بعض أوجه الأمن والسلامة في المدارس والمجتمع بشكل عام..
تصدر المجلة 8 مرات سنويًا، وتطبع 15000 نسخة في ألمانيا، و12000 نسخة في أوروبا، أما طبعة الشرق الأوسط فلها مشتركون في 16 دولة عربية.
- ما هو مفهوم الأمن والسلامة في المباني عامة وفي المدارس خاصة في أوروبا؟
إننا نفرق بصورة أساسية بين مصطلحين أساسيين، هما (Safety) و(Security)، الأول يتعلق بالإنسان وسلامته، والثاني يتعلق بالعقار وكل الموجودات داخله.
- بالنسبة للإنسان قرأت أن مصطلح السلامة لا يقتصر على الوقاية من الحرائق وأي أذى بدني، بل يشمل أيضًا عدم التعرض إلى الأذى النفسي، مثل سخرية التلاميذ منه، أليس كذلك؟
تصورنا لمصطلح السلامة، يشمل أيضًا عدم التعرض للعنف، سواء كان بدنيًا أو نفسيا، فالهدف توفير البيئة المريحة للطلاب والمعلمين للتفرغ للاستفادة من العملية التعليمية، ويحصل المعلمون في دراستهم الجامعية وفي دورات تكميلية على التأهيل المناسب لحماية وسلامة الطلاب، وتعلم كيفية العمل على توفير المناخ المناسب لذلك.
- هل يعني ذلك أن مهمة المعلم لا تقتصر على التدريس، بل على توفير الحماية البدنية والنفسية للطلاب؟
نعم، المعلم هو ببساطة الإنسان الذي يحظى بالثقة من الأهل والمؤتمن على الأطفال، وهو الطرف الذي يمكن للطفل أو الشاب أن يخاطبه في جميع مواقف الحياة، لأن المعلمين والأهل هم أقرب الناس إليهما، ويجب أن يجدا عنده ما يحتاجان من مساعدة وإرشاد.
- أليس في ذلك مطالبة للمعلم بما لا يطيق؟
الغالبية تفعل ذلك، لكن للأسف نرى أن بعض المعلمين غير قادرين على الوفاء بكل هذه المتطلبات، المهم أن نرى الأمر من زاوية الطفل، الذي لا يستطيع العمل والإبداع وتنمية قدراته، إلا إذا توفرت الأوضاع المناسبة له، وعندها يكون أقدر على التعلم وأكثر حبًا له.
- هل يقوم المعلم في أوروبا بتدريس 20 ساعة أو أكثر أسبوعيًا، ثم يتحمل كل هذه الأعباء الإضافية، حتى قضايا الأمن والسلامة؟
في كثير من دول أوروبا يكون هناك مفوض للأمن والسلامة في كل مدرسة، وهو معلم يقع عليه الاختيار للتعاون مع السلطات المحلية المعنية، ويتفرع لتلك المهمة جزئيًا أو كليًا، حسب حجم المدرسة وعدد الطلاب فيها، لكنه لا يفقد صفته كمعلم.
- هل صحيح أن هذا المعلم لا يكون له حق إصدار أي تعليمات، حتى لا يتحمل المسؤولية عن إدارة المدرسة بشأن الحرائق أو غيرها من الحوادث؟
- هو يتحمل مسؤولية نقل التعليمات التي يتلقاها من السلطات، مثلًا عندما تقوم المطافئ بتفقد المدرسة، وتشرح كيفية إخلائها، وما يجب مراعاته، فيقوم المفوض بنقل التعليمات، ولا يصدرها.
- ما مدى توفر الأمن والسلامة في المدارس في أوروبا؟
يجب التفرقة بين المباني القديمة والمباني الحديثة، وبين دول وسط أوروبا وغربها، ودول جنوب أوروبا وشرقها، لأن هناك تباينًا كبيرًا بين الأمن والسلامة في كل منها، فالإمكانات التقنية مختلفة تمامًا، وحجم الأموال المخصصة لقطاع التعليم في الجنوب والشرق أقل بكثير من الوسط والغرب، والنفقات على تحديث المباني لا يمكن مقارنتها، وكذلك الأموال المخصصة للصيانة، ومدى توفر التقنيات العالية في مجال الأمن والسلامة، ومن المهم جدًا معرفة مواد البناء المستخدمة. حتى داخل الدولة الواحدة نجد هذه الاختلافات، فالمدارس المبنية حديثًا في شرق ألمانيا بعد الوحدة الألمانية، أفضل بكثير من المدارس المبنية منذ عقود في الغرب.
- هل يتم إنشاء المباني المدرسية لهذا الغرض من الأساس، أم يمكن أن يجري تحويل مبان عادية إلى مدارس؟
في الغالبية العظمى من الحالات يجري إنشاء المباني المدرسية لهذا الغرض تحديدًا منذ البداية، لأن تحويل المباني العادية إلى مدارس واستيفاء جميع الشروط يتكلف مبالغ باهظة، علمًا بأن تخصيص طرق للنجاة في حالة الطوارئ، وتركيب سلالم معدنية خارجية للمبنى، وغيرها كثير، ليس بالأمر اليسير.
- هل هناك شروط أمن وسلامة لكل المباني سواء كانت عامة أو خاصة؟ ومن يراقب الالتزام بتلك الشروط؟
طبعًا، ولكنها تختلف تمامًا، فالمباني العامة لها شروط صارمة جدًا، مقارنة بالمباني الخاصة، وسلطات المطافئ والسلطات المحلية هي التي تتولى التأكد من الالتزام بذلك.
- ما هي أكبر المخاطر التي تتعرض لها المدارس؟
الحرائق كانت في الماضي ومازالت من أكبر المخاطر، ولكن في السنوات الأخيرة، أصبحت العمليات الانتحارية التي يسعى فيها طالب فاشل في أغلب الأحيان، للانتقام من مدرسته ومعلميه وزملائه، أمرًا مثيرًا للقلق الشديد.
-...أستغرب من حديثك عن هذه العمليات، التي لم تحدث سوى 3 أو 4 مرات في تاريخ ألمانيا، أليس كذلك؟
اسمح لي أن أصحح لك المعلومة، لقد كان هناك حوالي 8000 إنذار باحتمال حدوث مثل هذه الهجمات في ألمانيا وحدها.
- إذًا فإن المقالات التي ترد في مجلتكم (يورو سيكيورتي)، ليس فيها الكثير من المبالغة، بهدف الترويج لهذه المنتجات؟
من يقرأ مجلتنا يكون قد اتخذ قرارًا بالفعل بتركيب هذه الأجهزة، ويسعى للحصول على المعلومات والإحصائيات التي تساعده في انتقاء الأجهزة المناسبة له. إن المعلمين يدركون أن هناك ألعاب كمبيوتر وبرامج سوفت وير وأفلامًا، تشجع العنف، وهناك إحصائيات تؤكد تزايد العدوانية بين التلاميذ أنفسهم، ومن جانب التلاميذ تجاه المعلمين، لذلك يطالبون بالمزيد من الأمن، وفي المقابل هناك إجماع على ضرورة أن تظل المدارس أماكن مفتوحة على البيئة المحيطة، وهناك رفض لأي أسوار وحواجز وتفتيش عن الهوية قبل الدخول، وبالتالي فمن يرغب في القيام بعملية انتحارية، لا يتم اكتشافه، إلا بعد أن يكون قد وصل إلى هدفه في قلب المدرسة، والمطلوب هو إيجاد حل لهذه المعادلة الصعبة، مدرسة مفتوحة، ولكنها آمنة في الوقت ذاته.
- اسمحي لي أن أسألك عن الدافع وراء الالتزام بمعايير الأمن والسلامة، هل يتم ذلك خوفًا من عقوبات قانونية قاسية، أم أنها نابعة من قناعة، بأنها أمر بديهي لا يمكن إهماله؟
الأمر ببساطة أنه لا يمكن تشغيل مدرسة، دون توفر هذه المعايير والشروط، وإذا قالت المطافئ أن المبنى لا يستوفي الشروط، فإنه لن يكون مسموحًا بتشغيل المبنى كمدرسة، قبل استيفاء الشروط..
-... لكن ما الدافع للالتزام بهذه المعايير؟
هناك قناعة بأهمية الأمن والسلامة، لأن الأمر يتعلق بسلامة الإنسان، التلاميذ والمعلمين والإداريين، وكل من يدخل هذا المبنى، إن الأمر يتعلق بأرواح البشر، وهي قيمة عظيمة، وتنص الدساتير الأوروبية على ضرورة الحفاظ على حياة الإنسان وسلامته.
-...ولا يحاول أحد أن يخفض النفقات، باستخدام مواد بناء أقل جودة وبالتالي أقل سعرًا؟
لا أعتقد ذلك، لأن نظام الرقابة لدينا جيد وصارم جدًا، لذلك لا يستطيع أحد أن يفعل ذلك. دعني أعطك مثالاً بمادة الأسبست التي كانت مستخدمة في الماضي، والتي تبين الآن أنها ضارة بالصحة، وأصبح لزامًا على كل من استخدمها، أن يعيد التخلص منها، أي أن الأموال التي وفرها في الماضي، سيدفع أضعافها في الحاضر. كما أنني قرأت عن حادثة مؤلمة، في إحدى الدول العربية، جرى التوفير في ثمن العصي المستخدمة في كسر الأبواب وقت الحريق، وعندما اندلعت النيران، وكانت المطافئ بصدد إنقاذ الأطفال، تكسرت العصي، وبقيت الأبواب موصدة، لأن هذه العصي لم تكن أصلية بل تقليدًا من الصين، ولم يتم التأكد من جودتها بعد استيرادها من الخارج، وبذلك فإن التوفير في هذه الأشياء، تكون له عواقب وخيمة.
- هل معنى ذلك أنه لا يوجد غش لديكم في البناء في أوروبا، رغم المبالغ الباهظة التي يمكن توفيرها من خلال ذلك، وتحقيق مكاسب أكثر؟
إنك تتحدث عن هياكل إجرامية، أو ما نسميه (مافيا البناء)، أؤكد لك أننا استطعنا في ألمانيا مثلاً التوصل إلى أنظمة رقابة صارمة، تحول دون حدوث ذلك.
- ما هي أهم المعايير التي يجب توفرها للوقاية من الحريق؟ وهل يقتصر الأمر على وجود طفايات حريق، ومخارج طوارئ؟
هناك أولاً اتجاه عام في جميع المباني العامة، وفي المدارس بصورة خاصة، لاستخدام مواد غير قابلة للاشتعال، وحتى عندما تكون هناك معدات مصنوعة من البلاستيك أو الخشب، فلابد من وضع طبقة عازلة فوقها تحول دون سرعة اشتعالها، وهناك رقابة على هذه المواد من قبل أن تخرج من المصانع، وكذلك يجب وجود عوازل بين الغرف، بحيث لا تنتقل النيران من غرفة إلى أخرى، وهناك فتحات خروج المياه في سقف الغرفة، كما توجد أجهزة إنذار من النيران ومن الدخان، وطرق نجاة، عليها علامات مضيئة، تظهر حتى في حالة انتشار الدخان.
- هل هذه المعايير موجودة في كل المدارس؟
للأسف، لا توجد مثلاً قوانين تفرض وجود أجهزة الإنذار من الدخان، وتكتفي المدارس بأجهزة الإنذار من الحريق، والتي تكون مغطاة بزجاج، لابد من كسره في الصندوق الخارجي، قبل الضغط على الزر، وبذلك تضيع لحظات مهمة للغاية، لكن هناك العديد من المبادرات لفرض أجهزة الإنذار من الدخان.
هناك نقطة مهمة للغاية، وهو أن كل مدرسة يوضع لها تصور أمن وسلامة مناسب لها، فالمدرسة الابتدائية، غير المدرسة الثانوية، والمدرسة التي تضم كل المراحل الدراسية، غير المدرسة التي تضم تلاميذ من نفس الفئة العمرية، وحجم المدرسة وعدد طلابها يؤدي دورًا أساسيًا أيضًا في تحديد احتياجاتها.
- ما المدة التي تحتاجها المطافئ للوصول إلى مكان الحريق في المدرسة؟
- مدة تبلغ حوالي 10 دقائق.
- أليست هذه مدة طويلة جدا، بالنسبة لحريق اندلع في المدرسة، ويحتاج الطلاب إلى مساعدة فورية؟
المدرسة لا تنتظر وصولهم، بل تبدأ فورًا في إجراءات الإخلاء التي تدربوا عليها مرات كثيرة.
- حسنًا، هذا ما أردت سؤالك عنه، أقصد ما هو دور العنصر البشري في الحرائق؟
هناك أشخاص لهم أدوار هامة في وقت الحريق، فهم يشرفون على عمليات إخلاء الصفوف، والمبنى المدرسي كله، في حين يتولى كل معلم إخراج تلاميذ صفه إلى المكان المخصص له في الفناء المدرسي، وهناك مهام لحارس العقار، والكل يعمل في إطار خطة متكاملة، تضعها المطافئ، المهم أن المهام محددة، وكل شخص يعرف تمامًا دوره وصلاحياته ومسؤولياته.
- هل يكون التدريب على الحريق سنويًا؟
على الأقل مرة في السنة، وأحيانا أكثر من ذلك، علمًا أن التدريب على الحريق إلزامي لجميع المدارس.
- هل هناك دورات خاصة للتدريب على هذه الأمور للمعلمين؟
في كل مدرسة يوجد (مفوض الوقاية من الحريق) كما أشرت من قبل، وهو الذي يتلقى هذه الدورات، أما بقية المعلمين فيتعلمون الإسعافات الأولية، وكيفية التعامل مع طرق النجاة، وكيفية الإخلاء.
- ماذا يفعل المعلم مع التلاميذ الصغار الذي يرفضون مغادرة الصف قبل ارتداء المعطف، بسبب البرد، ويرغبون في أخذ حقيبته المدرسية معه؟
هذا غير وراد، لأن المعلم لا يعطي مجالاً للمناقشة، يصدر أوامر واضحة، في كلمة واحدة (برا)، يعرف الأطفال أن الخروج ساعتها، يحافظ على حياتهم، مثل الخروج من الطائرة في لحظة الطوارئ.
- وماذا عن الطلاب الكبار الذين لا يأخذون الأمر بجدية، لأنه تدريب يتكرر كل عام، دون وجود حريق حقيقي؟
من يفعل ذلك يتلقى إنذارًا من مدير المدرسة، ويتم تسجيل ذلك في ملف الطالب، وإذا تكرر الأمر، يمكن أن يؤدي ذلك في النهاية إلى فصله من المدرسة.
- تأخذون الأمر بهذه الجدية، وتنفقون الملايين على الأبواب العازلة بين الطوابق، ومواد غير قابلة للاشتعال، ويتم تفريغ معلم من جدوله الدراسي ليكون مفوضًا للوقاية من الحريق، في حين لا تندلع الحرائق في المدارس إلا نادرًا جدًا، أليس هناك مبالغة في الأمر؟
أبدًا، لا توجد أي مبالغة، فالباب الحديدي مهما بلغ ثمنه، فإن ذلك لا يمكن مقارنته بالمبالغ الضخمة التي يمكن أن تنجم عن الخسائر من جراء الحريق، والأهم من ذلك وجود هذه الأبواب يحول دون انتشار الحريق، فالأمر هنا يتعلق بالوقاية، أي بدون هذه الأبواب ستكون هناك حرائق أكثر عددًا، بعواقب أكثر فداحة، إن الأمر يتعلق بمبنى وأثاث ومعدات باهظة التكاليف، وقبل كل ذلك بحياة الإنسان.
- معذرة على سؤالي التالي: هل تعيش شركات صناعة معدات أجهزة الأمن والسلامة على نشر الخوف والهلع للترويج لمنتجاتها؟
في أوروبا نؤمن بأن من يستخدم الإثارة والخوف، لا يملك حججًا منطقية وموضوعية، ولا يمكن وصفه بالجدية، والناس عندنا تدرك ذلك تمامًا، وتعرف أن الأمر يتعلق بالرغبة في تحقيق مكاسب فقط.
- كيف يتم تأهيل الاختصاصيين في الوقاية من الحرائق؟
هناك جامعات تطبيقية توفر تخصص (السلامة والأمن في أماكن العمل)، يحصل الخريج منها على بكالوريوس هندسة، ويعمل مفوضًا لشؤون الأمن والسلامة في الدوائر الحكومية المعنية، أو في القطاع الصناعي، وهو أمر مهم في الدول الصناعية.
- لكن المعلم المفوض لشؤون الأمن والسلامة في المدرسة لا يحتاج إلى هذه الدراسة المتخصصة، لأنه معلم، أليس كذلك؟
المعلم هو حلقة الوصل بين هذا المهندس الخبير في هذه الأمور، والمطافئ وسلطات البناء في جانب، وبين المدرسة في الجانب الآخر.
- من الأقدر على نقل الخبرات الأوروبية إلى الدول العربية؟
- هناك خبراء ومستشارون في هذا المجال، يعملون في السلطات العليا للوقاية من الحريق، وفي شركات التأمين، وفي الشركات المتخصصة في الأنظمة المتكاملة لمعدات الأمن والسلامة، مثل سيمنز وبوش، وعند هؤلاء الأشخاص خبرات لا تقتصر على المباني المدرسية فحسب، بل على المباني الحكومية عامة.
- هل كل مدرسة لديها عقد مع شركة تأمين؟
نعم هناك اتحاد شركات تأمين مهنية، فإذا تعرض الطالب للإصابة تتحمل الشركة تكاليف العلاج، وإذا أصيب بعاهة، فإنها تدفع له معاشًا العمر كله، لكن في حالة الوفاة، لابد أن يحدد القضاء من المتسبب في ذلك.
- فإذا تبين أن طالباً آخر هو المتسبب في ذلك، ماذا يحدث؟
الغالبية العظمى من المواطنين الألمان عندهم تأمين ضد الغير، فإذا أصاب ابني طفلًا آخر، فإن شركة التأمين الخاصة بي تتحمل التكاليف، وهذا أمر مهم في رأيي، لأننا لا نلقي بالعبء على الدولة، بل يسعى كل إنسان لتحمل المسؤولية بنفسه، وحينما يكون الجميع مشتركًا في هذه الشركات، تنخفض قيمة القسط، ويمكن التكافل بين أفراد المجتمع، دون تكاليف إضافية على خزانة الدولة.
- ألا تتملص شركة التأمين من المسؤولية، ومن الدفع؟
لا أبدًا، لأن سمعتها مهمة جدًا بالنسبة لها، ولأن هناك شركات للتأمين على هذه الشركات، أي أنها لن تتعرض لخسائر، وهناك قوانين واضحة وصارمة في هذا الشأن.
- في مدينة جدة، وقعت حادثة مؤلمة، بعد اندلاع الحريق في مدرسة للبنات، ولقيت ثلاث معلمات حتفهن، بعد أن قفزن من نافذة في طابق علوي، هل تقع حوادث مثل تلك في ألمانيا؟
طبعًا لا أستطيع التحدث عن واقعة لا أعرف تفاصيلها، في حالة الحريق، تبقى المعلمة مع طالباتها، لترشدهن على كيفية التصرف في هذه المواقف، يبقين في الصفوف، ويغلقن الأبواب، منعًا لانتشار الحريق، ويفتحن النوافذ لدخول الهواء النقي، ويضعن الأقمشة المبللة بالماء، على وجوههن، وينتظرن قدوم النجدة، أو يصعدن أعلى المبنى، حيث توجد أماكن مخصصة لسلالم الإطفاء، لإخلائهن، المهم أن المعلمة تكون آخر من يغادر المكان.
- ما دور الشرطة في حالة الحريق؟
الشرطة لا تؤدي دورًا مباشرًا في حالة الحريق، بل تنحصر مهمتها الأساسية في فتح الطريق لدخول سيارات الإطفاء، علمًا أن كل المباني لديها طرق نجاة، تتيح لسيارات الإطفاء الاقتراب حتى تصل إلى جدار المبنى مباشرة، وإنقاذ من فيه.
- وماذا لو تعلق الأمر بتسرب غازات أو سوائل سامة؟
تستطيع المطافئ التعامل مع هذه المخاطر، لكن هناك جهاز متخصص اسمه (الدائرة الاتحادية للمساعدة التقنية THW)، والتي تتدخل في مثل هذه الحالات.
- عندكم أجهزة مختلفة لإطفاء الحرائق، وتدفعون الملايين لإجراءات الوقاية من المخاطر، وتحرصون على تأمين كل شيء، فهل يدل ذلك على ضعف إيمانكم، خاصة أن البعض يتحدث عن إرادة الله، عندما تشتعل الحرائق، ويلقى الأبرياء حتفهم؟
أعتقد أنه من الضروري أن يفعل البشر، أقصى ما في وسعهم، ثم تكون مشيئة الله. في رأيي أن الإيمان يساعدنا على القيام بالتصرف الصحيح وقت الشدة، لكنه لا يحول دون حدوث إرادة الله.
- أخيرًا هل لنا أن نتعرف على مجلتك بشكل أوسع قليلًا؟
مجلة (يورو سيكيورتي Euro Security)، وتصدر باللغة الألمانية، وهي واحدة من ثلاث مجلات رائدة في هذا المجال في بلادها، وموقعها على الإنترنت:
http://www.eurosecglobal.de/deutsch/
وتصدر نسخة دولية من المجلة باللغة الإنجليزية، وموقعها على الإنترنت:
http://www.eurosecglobal.de/
إضافة إلى طبعة خاصة بالشرق الأوسط باسم (ميدل إيست سيكيورتي MES Security). وموقعها على الإنترنت:
http://www.eurosecglobal.de/mes/